المعاشات: تعزيز الصحة النفسية العامل الأهم في مواجهة ضغوطات الحياة اليومية في مرحلة ما بعد التقاعد
أبوظبي 8 يونيو 2023: قالت الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية إن الصحة النفسية هي العامل الأهم في مواجهة ضغوطات الحياة اليومية في مرحلة ما بعد التقاعد، مشيرة إلى أن حرص المتقاعدين والمؤمن عليهم المقبلين على التقاعد على تبني ممارسات إيجابية تعزز من هذا الجانب هو السبيل إلى خلق حياة أكثر توازناً على المستوى النفسي والاجتماعي.
ولفتت الهيئة ضمن حملتها التوعوية للتخطيط الاستباقي لمرحلة ما بعد التقاعد" كن مستعداً" إلى إن ضغوطات الحياة اليومية تلعب دوراً بارزاً في إثارة التوترات واكتساب العادات والسلوكيات غير الصحية التي يظهر تأثيرها من خلال الإصابة بالأمراض النفسية والجسدية، وتدمير شبكة العلاقات الاجتماعية، الأمر الذي يفرض أهمية الحرص على تعزيز الممارسات الإيجابية التي تخدم جوانب الصحة النفسية للحفاظ عليها وعلى المكتسبات الاجتماعية التي بناها المتقاعد أو المؤمن عليه خلال عقود من السنوات.
وأوضحت الهيئة أن الجهد المبذول في ممارسة العادات الإيجابية التي تعزز الصحة النفسية وتحافظ على العلاقات الاجتماعية هو نفس الجهد المبذول في تبني الممارسات السلبية ومعالجة كافة الآثار المترتبة عليها سواء على المستوى الصحي أو الاجتماعي، ومن ثم فإن الدفع باتجاه تعزيز هذه العلاقات هو الأسهل والأصح، خاصة مع الخبرات المكتسبة لدى المتقاعد خلال رحله عمله والتي تمكنه من التعامل بحكمه وتروي مع الضغوط، مبتعداً بنفسه عن العصبية الزائدة، وقادراً على التحكم في انفعالاته، ومتحلياً ببعد النظر والرؤية الثاقبة، ومقاوماً للإحباط والاكتئاب، ومسؤولاً تجاه أسرته ومجتمعه.
ودعت الهيئة المتقاعدين أو المقبلين على التقاعد إلى عدم الخجل في طلب الاستشارات النفسية والاجتماعية من المختصين، والاستفادة من البرامج التي تتوفر في العديد من المؤسسات الحكومية الصحية أو غيرها، مشيرة إلى أن الدولة حرصت على وضع سياسة وطنية لتعزيز الصحة النفسية، تقديراً لدورها في تعزيز أمن المجتمع ورفاهية أفراده، ومن بين الإجراءات والخيارات التي تضمنتها هذه الاستراتيجية توفير خدمات الصحة النفسية، وتطوير الوحدات الصحية النفسية، وإنشاء خدمات الصحة النفسية المجتمعية، ومنها خدمات التوعية، وخدمات الرعاية والدعم المنزلية، والرعاية في حالات الطوارئ، وإعادة التأهيل المجتمعي.
وأكدت الهيئة على جانب مهم في حياة الأسرة التي يتواجد فيها شخص متقاعد، وهي أهمية المساندة النفسية لتخطي أي تحديات تتعلق بصعوبات وتحديات مرحلة ما بعد التقاعد، وهذه المساندة هي الأساس الذي بُنيت عليه فكرة التأمين والتي تتجسد من خلال مبدأ التكافلية بين المؤمن عليهم في تغطية نفقات بعضهم البعض، فإذا كان ذلك على مستوى أفراد قد لا تتوفر بينهم صلة القرابة بمفهومها الوراثي، فإنه أولى بين أعضاء الأسرة الواحدة، مع ما للمعيل من فضل على المعالين سواء كان المُعيل أب أو أم أو جد أو أخ أو أخت.
وقالت الهيئة بأن من أهم العوامل التي تعزز من الصحة النفسية للمتقاعد والمؤمن عليه تحقيق التوافق الاجتماعي بين ما هو نفسي وما هو مجتمعي، ويظهر ذلك التوافق على عدة مستويات تتعلق بالمحافظ على الصحة الجسمانية والعقلية، والتحلي بالهدوء النفسي والطمأنينة، وتعزيز الشعور بالانتماء، والقبول والتقبل من المجتمع والبيئة المحيطة، والتفاؤل بالمستقبل، والاتزان العاطفي والنفسي، والثقة بالنفس وتحقيـق الـذات، واتباع أنماط السلوكيات الذي تتوافق مع عادات المجتمع، والشعور بالأمن والأمان، وتحقيق الانضباط الذاتي والنفسي، والمشاركة المجتمعية الإيجابية في الأعمال الاقتصادية أو التطوعية، والحرص على الاندماج في المجتمع والابتعاد عن العزلة، ومكافحة الإحباط والاكتئاب، وبشكل مختصر البحث عن تحقيق التوافق بين الذات والبيئة الاجتماعية والتأقلم معها قدر المستطاع من أجل أن تكون الصحة النفسية للمتقاعد في أفضل مستوياتها.