دشنت دورة " الحياة بعد التقاعد" ضمن المشروع التحولي "وفرة" المعاشات: التخطيط للتقاعد ضرورة تفرضها التحولات الجذرية للحياه بعد التقاعد

أبوظبي 12 أغسطس 2025: قالت الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية إن التخطيط للتقاعد ليس رفاهية، بل ضرورة ينظر إليها في ضوء التحولات الجذرية للحياه بعد التقاعد، حيث يساعد التخطيط المبكر للتقاعد على بناء دخل مالي مستدام دون الاعتماد الكامل على المعاش التقاعدي، واستثمار المدخرات بشكل فعال، وتحقيق الأهداف المالية طويلة المدى، وتعزيز الاستقرار المالي الذي يضمن حياة كريمة ومستقرة عند انتهاء المسيرة المهنية.
جاء ذلك في إطار تدشين الهيئة بالتعاون مع منصة "جاهز" دورة " الحياة بعد التقاعد" على صفحة "المعارف" بالمنصة ضمن المشروع التحولي "وفره" للتخطيط المالي الاستباقي، وتعد منصة "جاهز" لمستقبل المواهب الحكومية، المبادرة الوطنية الأكبر والأشمل لمهارات المستقبل في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي أطلقت أواخر 2022، باعتبارها إحدى المبادرات التحولية للهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية.
تركز الدورة على التعريف بمفهوم التقاعد باعتباره مرحلة جديدة من الحياة توفر إحساساً بالتحرر من قيود الوظيفة وتشجع الكثيرين على استكشاف شغفهم والتخطيط لما ينوون القيام به مستقبلاً في مرحلة لا تتوفر فيها أي التزامات مرتبطة بوظيفة ما.
مفهوم التقاعد
تتناول الدوره التقاعد كرحلة شخصية، يقوم فيها المتقاعد في وقت مبكر من حياته بتحديد الاحتياجات الفردية والتركيز على التخطيط المبكر أثناء الحياة المهنية لتحقيق ثلاث جوانب مهمة هي الأمن المالي، وتعزيز الصحة الجسدية والنفسية، وتحقيق النمو والتطور الذاتي وهي أهداف لتحقيقها يفترض منه العمل على ثلاثة أمور هي تغيير المنظور الخاص وتحدي الصورة النمطية للتقاعد المرتبطة بالشيخوخة وضعف الإنتاجية، وتعزيز روح الانتماء من خلال التواصل مع الأشخاص ذوي التفكير المماثل، وإعادة تعريف الهوية بما يتجاوز الحياة المهنية السابقة إلى الشعور المتجدد بالقبول الذاتي والاجتماعي.
تخطيط الميزانية
تركز الدوره على العوامل التي يجب مراعاتها عند التخطيط مالياً للتقاعد على مستوى ضمان تدفق دخل مستقر ومضمون لتغطية النفقات أثناء التقاعد، وتوفير ميزانية خاصة استعداداً لحالات الطوارئ، وبناء نظام حماية مالية للتعامل مع الأحداث غير المتوقعة، وهذه الأمور تتطلب بناء خطة مالية شاملة للتقاعد تنطوي على نهج تدريجي ممنهج، إذ كلما تم البدء في التخطيط للتقاعد مبكراً، كلما كان الوضع المالي أفضل عند التقاعد.
ويتم تخطيط الميزانية عبر التركيز على مرحلتين أساسيتين هما مرحلة البلوغ المبكر وهي فترة مهمة لوضع أسس التقاعد، ومرحلة منتصف العمر، وهي عادة الفترة التي يمكن فيها البدء في تعديل الاستراتيجية وتسريعها حيث يمكن للقرارات التي تتخذ في عشرينيات العمر وأوائل الثلاثينيات أن تؤثر بشكل كبير على الأمن المالي عند التقاعد، ويعد وضع الميزانية أمر هام لجعل دخل التقاعد ينمو ويعمل بشكل فعال ومن أساليب وضع الميزانية الأساسية تصنيف النفقات، وتتبع الإنفاق، وتحديد أولويات الاحتياجات.
استراتيجيات المحافظ الاستثمارية
هناك ثلاث استراتيجيات شائعة للاستثمار الأولى المحفظة الاستثمارية المتحفظة، وتقوم على النهج المتوازن وتعطي الأولوية فيه للاستثمارات منخفضة المخاطر والهدف الأساسي الحفاظ على رأس المال وتقليل المخاطر وهي مناسبة للأفراد الذين يقتربون من التقاعد أو لديهم قدرة أقل على تحمل تقلبات السوق.
والنوع الثاني النهج المتوازن الأصول عبر الأسهم والسندات والاستثمارات البديلة، ويهدف لتحقيق التوازن بين النمو والمخاطر مما يجعلها مناسبة للمستثمرين ذوي القدرة المعتدلة على تحمل المخاطر وآفاق استثمارية أطول وهو يوفر إمكانية تحقيق نمو أعلى على المدى الطويل، كما يوفر المرونة والسيولة المناسبة،
أما النوع الثالث فهو نهج النمو بنسبة أعلى للأسهم للاستفادة من ارتفاع السوق على المدى الطويل، ويركز على زيادة النمو، مما يجعله مناسب للمستثمرين الذين لديهم قدرة أعلى على تحمل المخاطر وآفاق استثمارية أطول والذين هم على استعداد لقبول المزيد من التقلبات سعياً لتحقيق عوائد محتملة أكبر.
هل وجدت هذا المحتوى مفيدًا؟
يمكنك مساعدتنا في التحسين من خلال تقديم ملاحظاتك حول تجربتك.