MoAlMatroushiVideoPlayAr.jpg 

البيانات الشخصية

محل الإقامة: دبي

الحالة الاجتماعية: متزوج

الشهادات العلمية:

بكالوريوس الهندسة الكهربائية – جامعة فلوريدا انترناشيونال (1988).

دبلوم عالي في هندسة الطيران – كليات التقنية العليا (1992).

ماجستير في إدارة الأعمال- جامعة ولونغونغ الاسترالية (1997).

المسيرة المهنية

- مهندس طائرات – شركة طيران الإمارات ( 1992- 2006).

-مهندس تخطيط صيانة ( 2006-2012).

-مدير جودة الطيران (2012- 2016) .

-الرئيس التنفيذي لقسم الهندسة- في إحدى شركات الطيران بالمنطقة (2016- 2018).

أي نقطة في حياتك شكلت علامة فارقة في مسيرتك المهنية؟

منذ نشأتي الأولى غرس والدي فيّ قيم الاعتماد على النفس، وقد كان والدي تاجراً يجوب البلدان من مشرقها إلى مغربها وقد أدرك خلال هذه الرحلات أهمية التعليم واللغة برغم أنه لم ينل حظه منه، فألحقني بالفصل الأول الابتدائي في مدرسة بونز سكول في الهند  وكانت مدرسة بريطانية شبة عسكرية التي درست فيها لمدة عام تعلمت فيها قواعد اللغة الهندية والإنجليزية لتكون مهارات اللغة هي أول شيء اكتسبته إضافة إلى الفرنسية والإسبانية التي تعلمتهما أثناء فترة دراستي وابتعاثي للدراسة في الخارج، وبعدها سافرت مجدداً للدراسة في الجامعة الوطنية في منطقة عاليه، وبعد إكمال المرحلة الثانوية تم ابتعاثي من قبل الدولة في منحة تعليمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث درست هندسة الكهرباء في جامعة فلوريدا انترناشيونال بولاية فلوريدا الأمريكية، وعملت بعدها فترة بأمريكا ثم عدت إلى الوطن والتحقت بأول وظيفة في طيران الإمارات.

جمعت بين ثلاث تخصصات مختلفة، ما هو السبب وراء دراستك لهذه المجالات؟

 الطموح..  فمنذ بداية حياتي وأنا أمتلك على المستوى الشخصي رغبة في صنع مسيرة مهنية مليئة بالإنجازات، وعلى المستوى العام أن أتمكن من تقديم شيء يكون له أثر بالغ في تعزيز نهضة الدولة، خاصة وأنني عاصرت تلك الفترة التي كانت الإمارات تتدرج فيها من مرحلة إلى مرحلة في مسيرة التنمية، ولذلك اجتهدت من أجل الالتحاق بتخصص يساعدني على تحقيق هذا الطموح وبعد أن استكملت دراسة الهندسة رأيت أن هذا التخصص قد لا يلبي تطلعاتي الكاملة لتحقيق هذه الرغبات فسعيت إلى إضافة تخصص جديد هو تخصص هندسة الطيران وبالفعل التحقت بكليات التقنية العليا وكنت واحدا من القلائل الذي عملوا في مجال هندسة الطيران في هذا الوقت، وخلال رحلة عملي أدرت أنه لكي تنتقل من العمل الفني إلى مستويات وظيفية أعلى يكون بإمكانك من خلالها تحقيق طموحات لابد من الدراسة في مجال إدارة الأعمال كي تجمع بين ما هو فني وما هو إداري، وقد ساهم هذا التخصص فيما بعد في إحداث نقلة نوعية في حياتي من خلال التحاقي بأحد الشركات التي والحمد لله نجحت في تحقيق كل ما كنت أصبو إليه من خلالها.

إذا .. هل من الممكن أن تحدثنا قليلاً عن طبيعة عملك في مجال الطيران وكيف تدرجت فيه؟

 بعد تخرجي في  جامعة فلوريدا عملت لمدة في أمريكا في شركة (تي إي اف) وهي شركة متخصصة في الألواح الإلكترونية في الأجهزة المتخصصة في قياس الغاز والأجهزة الحساسة في السيارات والمبردات وأي شي بشكل عام يحتوي على محركات إلكترونية، وقد تعلمت العمل على هذه الألواح وكيفية صناعتها، وعند العودة إلى الوطن فكرت في اقتحام مجال أخر وقررت دراسة هندسة الطائرات وتخصصت في القلابات الموجودة في أجنحة الطائرات التي تساعدها عند الإقلاع والهبوط، وبعدها التدريب على الكثير من أنظمة وهياكل محركات الطائرات وأخذت 11 رخصة في العديد من أنواع محركات الطائرات المختلفة، وأصبح لدي خبرة ودراية فائقة بصيانة الطائرات عند الهبوط وتقيمها ومنحها الإذن بالإقلاع، وهنا أود أن أشير إلى أن أفضل وأهم لحظة في حياة فني الطائرات هي اللحظة التي يصدر فيها الإذن بالسماح لطائرة بالإقلاع، ومع أنه يظل متابعا للطائرة حتى وصولها إلى مهبطها لكن ذلك لا يمنعه من الشعور بهذه اللحظة الفارقة في مسيرته منذ تعليمه وحتى إصداره لهذا الإذن.

وكيف كان مسار محطاتك من خلال العمل في مجال الطيران؟

خلال عمل في مجال صيانة الطائرات كنت أصدر يومياً أذونات ما بين 8 إلى 15 أذن بعد التأكيد من استيفاء الطائرة لكافة معايير الأمان بعد إجراء الصيانة لها، وبعد 10 سنوات في مجال صيانة الطائرات تحولت إلى صيانة الطائرات في الهناجر حيث يتم تقديم الصيانة للطائرة في ما بين 3 أيام إلى أكثر من شهر أحياناً وأخذت خبرة كبيرة في هذا المجال، وبعدها توقفت عن الصيانة وانتقلت إلى مجال الإشراف على عمليات الصيانة ثم تعرضت لحادث انتقلت بعده إلى قسم تخطيط الطيران، وهو القسم المسؤول عن برمجة الطائرات عند صيانتها في الهناجر، وبعد 6 سنوات من العمل في الهناجر، تحولت إلى العمل في قسم الجودة وهو قس معني بالتحقق من جودة صيانة الطائرات وقضيت فيه ثلاث سنوات ثم أصبحت مديراً لهذا القسم وعند هذا المستوى توقف بي سقف التدرج المهني فقررت التوقف عن العمل والتقاعد حتى تحين فرصه جديدة لتحقيق قفزات أخرى في هذا المجال؟

وهل وجدت ضالتك بعدها؟

الحقيقة نعم.. فخلال فترة العمل كنت والحمد لله قد اكتسبت خبرات كثيرة في مجال الطيران وصيانتها وغيرها من الأمور المتعلقة بالجودة، وخلال هذه الفترة تواصل معي أحد الأصدقاء الذي قدم لي عرضا من خلال إحدى شركات الطيران بالمنطقة، وبرغم عدم رغبتي في السفر خارج الدولة إلا أن التجربة كانت تستحق .. والحمد لله قدمت خلال هذه الفترة في عملي ما لم أقدمه طيلة 20 عاماً حيث كان منصبي منصباً تنفيذيا، ساعدني على إحداث تغيير كبير على مستوى هذه الشركة حيث وجدت في بداية الأمر بيئة قد لا تدعم طموحاتي في التغيير خاصة مع بقاء الموظفين ومدراء القطاعات في مناصبهم لفترات طويلة دون تغيير، وهنا قمت بعمل تغيير جذري من خلال تدوير الوظائف في هذه الشركة من أجل زيادة خبرات الموظفين، والاستفادة كذلك من أفكار بعضهم حيث أن هؤلاء الموظفين كانوا يملكون الخبرة بالفعل، ولكن عدم وجود نوافذ لإخراج أفكارهم ومقترحاتهم إلى المسؤولين جعل الروتين يخيم على هذه الشركة،  وكان أول منصب لي في هذه الشركة هو مدير تنفيذي لقسم جودة الصيانة،  وهنا كان الأمر بمثابة الشخص الذي ولد من جديد حيث أصبحت كل الخيارات لديك متاحة لتحقيق ما كنت تطمح إليه في العمل الماضي فبدأت بتغيير نظام العمل والترفيه والامتيازات بحيث ساهم ذلك في خلق أجواء رائعة لدى كافة الموظفين في العمل، وبعد ذلك بدأنا نجني ثمار ذلك وأصبح الجميع يعطي أضعاف ما يأخذ بسبب الشعور بأن هناك من يهتم لتفاصيل حياتهم، والحمد لله كنا ننظم لهم الحفلات ونثني على جهودهم، ونمنحهم الكثير من المكافآت وخلال 6 إلى 7 شهور تغيرت بيئة العمل تماماً، وقد منحت أداور مهمة لبعض من أثق في قدرتهم على تحمل المسؤولية بحيث يتم التخفيف من مركزية العمل، ونجحت والحمد لله في خلق أرضية مشتركة بين جميع العاملين في هذه الشركة حتى استدعاني رئيسها في يوم من الأيام على وجه السرعة.

 وماذا دار في هذه الساعات؟

في هذه الأثناء استقال الرئيس التنفيذي لقسم الهندسة بالشركة، وعندما  جلست على طاولة الاجتماعات مع رئيس الشركة عرض عليا المنصب وقال نظراً إلى كفاءتك التي أثبتها خلال الفترة الماضية نحن في الشركة نتطلع إلى تقليدك منصب الرئيس التنفيذي لقسم الطيران وكلنا ثقة فيك للقيام بمهام هذا المنصب، عندها رفضت، فقال لي لديك 72 ساعة لتفكر ثم أعطنا ردك، وخلال هذه المدة لم أنم ليلاً ولا نهارا خاصة عندما أفكر في إدارة  أكثر من 220 طائرة منهم 182 طائرة كبيرة، و24 طائرة خاصة و15 طائرة ملكية وغيرها، وتحمل مسؤولية 5 آلاف موظف، وإدارة مالية لطائرات تبلغ قيمتها أكثر من 15 مليار درهم، لكن في نهاية الأمر فكرت أنه ولما لا .. أليست هذه هي المغامرة الكبرى التي كنت أتطلع إليها يوما ما .. فلما الخوف.. وبالفعل أعطيت رئيس الشركة قرارا بموافقتي.. والحمد لله قمت خلال 6 أشهر بكامل مهامي على أكمل وجه، وكنت أعمل ليل نهار وهاتفي مفتوح لمدة 24 ساعة أستقبل فيها المكالمات في أي لحظة، حيث أن هناك مئات الرحلات التي تحتاج بشكل مستمر إلى قرارات لا يمكن أبدا تأجيلها ونحن نتحدث عن وقت الناس وسمعة شركة.

من المؤكد أن واجهت الكثير من الصعاب والتحديات خلال هذه المسيرة؟

مجال الطيران من المجالات الصعبة وتحتاج إلى بذل الكثير من الجهد والوقت، لكن في الأخير هي مهنه مثل أي مهنه تحبها وتخلص في عملك فيها، وما يميز هذه المهنة ويعتبر تحديا في أن واحد هو أن صناعة الطيران تعتبر من الصناعات المتغيرة بشكل سريع حيث يتم فيها تطبيق أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، وبالتالي لابد من مواكبه هذه التغييرات وتعلمها ودراستها حتى تكون متواكبا مع متغيراتها، فالطائرات تختلف في أنظمتها ومحركاتها، والطائرة الواحدة قد تحتوي على أكثر من نظام، والتحدي هنا كيف يمكنك أن تتعلم وتتقن هذه الأنظمة حتى تتفوق على غيرك وتكون مجل طلب وثقة، وتستطيع أن تتدرج حتى تصل إلى أفضل المراكز، لذا أقول هنا أن التحدي هنا هو كيفية إدارة التغيير لصالحك.

وكيف كنت تتغلب على التحديات؟

للتغلب على أي التحديات في مجال الطيران وأي مجال بشكل عام عليك أن تلعب بأربع أضعاف جهدك،  فمجال الطيران هو كتلة من المشاكل،  نتكلم هنا عن أمور تعنى بالسرعة بالمنافسة بالسمعة بحياة الناس بالسياسات بغيرها من المتغيرات التي تجعلك تسابق الزمن من أجل وضع تصورات وحلول مبتكرة  في اللحظة لأي تحدي يمكن أن تواجهه وتحوله إلى فرصة.

 ما هي النصيحة التي ترغب في إيصالها إلى أخوانك من المتقاعدين وأبناءك من الشباب؟

الطاقة في حياة الإنسان من وجهة نظري نوعان طاقة داخلية يحركه فيها معتقداته وأفكاره ومبادئه، وطاقة ظاهرية تختص بالكاريزما وقدرته على التأثير في الآخرين، وبقدر ما تكون الطاقة الداخلية مليئة بالايجابية وغيرها من الصفات والقيم النبيلة بقدر ما استطعت أن تؤثر في الناس بشكل يؤثر في حياة البشرية نحو الخير والبر والسلام والحب والتآخي والتعاون لخدمة بعضهم بعض وخدمة مجتمعاتهم، ولذا أحض أخواني من المتقاعدين أو الشباب على التسلح بهذه القيم الإيجابية وتعلم قواعد التأثير في الناس بشكل يساعدهم في إدارة حياتهم بشكل صحيح وفي الاتجاه الذي يخدم وطننا ويعلي شأنه ويعزز مكانته إقليميا وعالمياً ولتظل بلدنا الإمارات منارة المعرفة وواحة التسامح.